تتواصل نداءات الاستغاثة من داخل السودان وخارجه طلبَا للمساعدة، وسط مخاوف و تحذيرات أممية من انهيار الأوضاع الإنسانية والصحية كل يوم بسبب استمرار الأحداث الجارية.
وفي تصريحٍ للأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أكد فيه أن الوضع الإنساني في السودان كان خطيرًا بالفعل وأصبح الآن كارثيًا، حيث بات نحوَ 16 مليون شخص في السودان بحاجة عاجلة للدعم الإنساني العاجل.
نقص الاحتياجات الأساسية
تتزايد المخاوف من أزمة إنسانية حقيقة في السودان، بسبب نقص إمدادات الغذاء والمواد الأساسية، وانقطاع الماء والكهرباء في العاصمة الخرطوم بشكل خاص، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المياه المعبّأة، وشُح السيولة، وصعوبة الوصول إليها.
وفي ذات السياق حذر برنامج الغذاء العالمي والذي علق أعماله مؤخرا في السودان بسبب الأحداث الجارية، حذر من أن سكان مدينة الخرطوم معرضون لأزمة غذائية شديدة مع انتهاء مخزون المتاجر من المواد الغذائية، والسلع الاستراتيجية، بعدما فشلت القطارات المحملة بالبضائع، والقادمة من مناطق أخرى في البلاد، في دخول العاصمة.
قطاع صحي عاجز
باتت غالبية المستشفيات في السودان عاجزة عن توفير العلاج للمرضى والمصابين، كما خرجت عشرات منها عن الخدمة كلياً، فيما تواجه تلك التي ما تزال عاملة انقطاعًا في التيار الكهربائي، ونقصًا حادًا في المستلزمات الطبية والوقود.
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه نقابةُ أطباء السودان أن 72% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الأحداث متوقفة عن الخدمة، وأن المرافق الطبية عاجزة عن علاج المرضى وإنقاذ الأرواح، بالإضافة إلى نقص الأدوية والإمدادات الطبية و الوقود.
بداية النزوح
توقعت مؤسسات أممية أن تضع الأحداث القائمة في السودان مستقبل البلاد في خطر، مما قد يسبب معاناة تستمر أعوامًا، وانتكاسة للتنمية تستمر عقوداً.
كما من المتوقع أن تشهد السودان موجات لجوء كبيرة منها إلى الدول المجاورة، ليضافوا إلى نحو 400 ألف سوداني كانوا قد فروا خلال أزمات سابقة وينتشرون في 14 مخيماً.
و بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد فر ما بين 10 و20 ألف شخص لاجئين إلى "تشاد" المجاورة، في الأيام الماضية معظمهم من النساء والأطفال من قرى على الحدود.
هذه الأحداث تفرض بلا شك تحديات جديدة أمام المنظمات الانسانية لوضع الخطط والبرامج اللازمة لمواجتها والتعامل معها وسط أزمات دولية متعددة.