منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال المدمر في الجنوب التركي في السادس من فبراير الماضي، أطلقت مؤسسة الخير نداءً عاجلًا لإغاثة المتضررين من الزلزال، الذي ترك خلفه  51000 قتيلاً و 120000 مصابًا، وخلّف أضرارًا مادية جسيمة وعشرات المدن المنكوبة في كلا البلدين.

وعلى الفور شكلت الخير "خلية الأزمة" مع الشركاء الدوليين لحصر الأضرار و تقييم الاحتياجات على أرض الواقع، لتوفير الدعم اللازم للمتضررين من الزلزال المدمر في الجنوب التركي وعفرين وجنديرس،  بمشاركة رئيس مجلس أمناء المؤسسة، الشيخ "إمام قاسم".

وشكلت مؤسسة الخير مجموعة من الفرق الميدانية التي عملت في المرحلة الأولى من التدخل على مساعدة فرق الإنقاذ بعملها في البحث عن ناجين، بالإضافة لتوفير المساعدات المنقذة للحياة للناجين والمتضررين من الزلزال.

وفي إطار تكثيف جهودها، قامت مؤسسة الخير بتسيير واحدة من أكبر قوافل المساعدات الإغاثية منذ بدء كارثة الزلزال، واشتملت هذه المساعدات على عشرات الآلاف من الوجبات الساخنة، والسلال الغذائية، والدقيق، وربطات الخبز الجاهز، بالإضافة لتوزيع آلاف حقائب النظافة الشخصية، و حفاظات الأطفال، ومئات خزانات المياه، كما قدمت الخير حتى الآن 343000 كيلو من الفحم المستخدم للتدفئة، بالإضافة للبطانيات والفرشات والملابس الشتوية.

و بالتوازي مع تقديم المساعدات بدأت مؤسسة الخير تنفيذ مشروع "الإيواء المؤقت" في الشمال السوري، وهي تعتبر واحدة من أوائل المؤسسات التي بدأت بتنفيذ مشاريع الإيواء، عبر إنشاء خيام آمنة ومجهزة بالمفروشات المناسبة، ووسائل التدفئة اللازمة، فقد قدمت حتى اللحظة 1000 خيمة مجهزة، بهدف توفير بيئة مؤقتة مناسبة للمتضررين من الزلزال.

ومن جانبٍ آخر عمل فريق من المهندسين على بناء مرافق صحية ضمن المعايير اللازمة لتوفير بيئة صحية وآمنة للمتضررين داخل مراكز الإيواء، حيث تم بناء 100 دورة مياه، بالإضافة لإنشاء نقطة طبية، وعيادة متنقلة.

وضمن جهود مؤسسة الخير في مشروعات "الإيواء الدائم"، وضع رئيس مجلس أمناء الخير الشيخ "إمام قاسم"، حجر الأساس لإنشاء قرية سكنية جديدة في جبل الأحلام في منطقة "عفرين" 
 وأعلنت الخير أنه سوف يتم تخصيص القرية للناجين والمتضررين من الزلزال الأخير، وستشمل على مجموعة من الوحدات السكنية، تبلغ الوحدة مساحة 50 متر مربع للعائلة الواحدة، بتكلفة حوالي 4500 دولار للوحدة.

وتستمر جهود مؤسسة الخير في إغاثة المتضررين من الزلزال الذي يعد واحدًا من أسوأ الزلازل التي تضرب المنظقة  منذ عقود، وترك خلفه عشرات المدن المنكوبة التي تحتاج لجهود مكثفة من التدخلات الإنسانية .