في زاوية المستشفى جنوب قطاع غزة وعلى باب المصعد تحديدا كانت تفترش الأرض، ينكمش صغارها حولها من شدة البرد، كانت تحاول إطعام رضيعها ما توفر من الحليب الصناعي، فهي لا تستطيع إرضاعه بسبب سوء التغذية.
"ياسمين أبو ريدة" 26 عاما، أم لأربعة أطفال، وُلد أصغرهم في أصعب أيام العدوان على غزة، ليجد نفسه نازحاً مع عائلته داخل أروقة "مجمع ناصر الطبي" في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، دون أدنى مقومات الحياة.
في رحلة البحث عن الأمان، اختارت "ياسمين" ممر المستشفى ليكون ملجأها الجديد، بعد أن تم تدمير منزلها بسبب القصف.
تقول : "حياتنا أصبحت كلها معاناة، إيجاد الماء والطعام ودخول الحمام، أصبحت مهمة صعبة جدا، أحيانا نجد بعض الطعام وأحيانا كثيرة لا نستطيع تأمين ما يسد جوع الصغار".
تقضي ياسمين وصغارها نصف يومها في طابور طويل للحصول على مياه الشرب النظيفة، وتقضي النصف الآخر في طابور قضاء الحاجة الطويل أمام بوابات المرافق الصحية داخل المستشفى.
تتمنى ياسمين أن تنتهي الحرب لتشعر بالأمان هي وأطفالها، تضيف :" كل ما نحتاجه هو ملجأ دافئ، ومياه نظيفة، وبعض الطعام للأطفال، فهم يعانون يومياً من المغص والإعياء الشديد بسبب تلوث المياه، و الأجواء الباردة ليلاً".
و تشير التقديرات بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة باتوا مُهجّرين، يلتمس الآلاف منهم الأمن والأمان بالنوم في العراء قبالة جدران مراكز الإيواء في مناطق الجنوب.